احمد السبيعي
08-05-2008, 04:52 PM
((من نور لــ لميس يا قلب لا تحزن))
منذ شهر تقريبا ذهبت من الرياض إلى المنطقة الشرقية في رحلة عمل ووصلت حوالي الساعة الرابعة
والنصف عصرا، وعند وصولي مدينة الدمام لاحظت شيئا غريبا وهو أن الكثير من شوارع المدينة الرئيسية
والفرعية شبه فارغة من السيارات والمارة على غير عادتها وكأن كارثة قد وقعت بالمنطقة -لا سمح الله-
وعندما سألت عن السبب أخبروني أن مسلسل لميس التركي قد بدأ، ولأن في تلك الفترة استمتع بفترة
راحتي اليومية، لم أفطن ماذا يقصدون ولم أكن أتوقع أن مسلسلا مهما كان شيقا يفرغ الشوارع
من مرتاديها وقت عرضه.انتابني فضول لمعرفة أكثر عن هذا المسلسل عن طريق الانترنت بما أنني
لست من هواة مشاهدة التلفزيون أثناء النهار، وخاصة مثل هذه المسلسلات، عرفت أن هناك مسلسلين
أبطالهما نور ومهند ولميس ويحيى. وكي أكتب عن المسلسل اضطررت لمشاهدة أحدهما، وهو سنوات الضياع،
صحيح أن لميس فتاة جميلة جداً ولا خلاف في ذلك، وكذلك مهند وسيم وأيضا لا خلاف في ذلك،
لكنهم ليسوا الوحيدين الذين يتحلون بهذا القدر من الجمال لكي تهدم بيوت وتفعل بمجتمعنا ما تفعله ببث أفكار
هادمة لا تتناسب مع الفئات المستهدفة لمشاهدة المسلسل، خاصة أنه يعرض «الرابعة عصرا»
مما يعني أن أغلب أفراد الأسرة بمختلف فئاتهم السنية مجتمعون لمشاهدته.
السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يستحق هذان المسلسلان أن يأخذا من أعمارنا عشرات الساعات
لكي نقضيها «متسمّرين» أمام التلفزيون لمشاهدة مسلسلين أقل ما يقال عنهما بأنهما مفسدان للعقول والقلوب
في رأيي الشخصي على الأقل، صحيح أن المشاهد غير مجبر على مشاهدتها أو حتى التأثر بها،
لكن هل نضمن ألا يشاهدها أطفال تحت سن الرشد مثلا؟ بالتأكيد لا، وهل هؤلاء الأطفال والمراهقون
من الجنسين ومع متابعتهم للمسلسلات سيتقبلون فكرة امرأة تطلع مع رجل في الصبح، وفي الليل مع رجل ثاني
وتنام معه وتحمل منه بلا زواج؟ بالتأكيد لا أيضا. شخصيا لا أعتقد أن المجتمع التركي بهذا الانحلال وليس
عاديا أبدا أو سهلا كما يصوره المسلسل أن تتقبل عائلة تركية حمل ابنتها من صديقها دون زواج واعتباره
أمرا عاديا ويتصرفون معها بشكل عادي جدا.
يبدو أن أسباب تعلق المشاهدين بهذه المسلسلات هو الفراغ العاطفي، فالمتزوجون من الرجال يندبون حظهم،
لأن زوجاتهم دائما مشغولات في المطبخ وبعيدات كل البعد عن الرومانسية معهم،
والزوجة تندب حظها بسبب بُعد الزوج عن المنزل في أغلب الأوقات مما يتسبب في فراغ عاطفي كبير بينهما
الأمر الذي ينعكس على بيئة المنزل بصفة عامة والأولاد بصفة خاصة.
من أغرب إفرازات هذه المسلسلات تسمية المواليد الجدد بأسماء أبطال المسلسلات، ولم أكن أعرف أن اسم لميس
يمتّ لتركيا بأية صلة باعتبار أن لميس هي اسم بنت أخي عمرها 18 سنة وعقد قرانها الأسبوع الماضي بعيدا
عن ضجيج المسلسل التركي، ناهيك عن حالات الطلاق التي نقرؤها يوميا بالصحف والمجلات.
أما أنا فالدرس الذي تعلمته من المسلسل هو خلو الشوارع من السيارات والمارة في وقت بثه،
لذا أرجو من قناة أم بي سي مشكورة عرضه بين المغرب والعشاء أو بعد العشاء مباشرة ليحبسوا الناس
في منازلهم ونتمكن نحن من إنهاء أعمالنا بسهولة ويسر.
يا زمان العجايب اش بقى ما ظهر .... كل ما قلت هانت جد علم جديد
د. محمد بن عبد الرحمن المدني.
منقول من جريدة اليوم.
منذ شهر تقريبا ذهبت من الرياض إلى المنطقة الشرقية في رحلة عمل ووصلت حوالي الساعة الرابعة
والنصف عصرا، وعند وصولي مدينة الدمام لاحظت شيئا غريبا وهو أن الكثير من شوارع المدينة الرئيسية
والفرعية شبه فارغة من السيارات والمارة على غير عادتها وكأن كارثة قد وقعت بالمنطقة -لا سمح الله-
وعندما سألت عن السبب أخبروني أن مسلسل لميس التركي قد بدأ، ولأن في تلك الفترة استمتع بفترة
راحتي اليومية، لم أفطن ماذا يقصدون ولم أكن أتوقع أن مسلسلا مهما كان شيقا يفرغ الشوارع
من مرتاديها وقت عرضه.انتابني فضول لمعرفة أكثر عن هذا المسلسل عن طريق الانترنت بما أنني
لست من هواة مشاهدة التلفزيون أثناء النهار، وخاصة مثل هذه المسلسلات، عرفت أن هناك مسلسلين
أبطالهما نور ومهند ولميس ويحيى. وكي أكتب عن المسلسل اضطررت لمشاهدة أحدهما، وهو سنوات الضياع،
صحيح أن لميس فتاة جميلة جداً ولا خلاف في ذلك، وكذلك مهند وسيم وأيضا لا خلاف في ذلك،
لكنهم ليسوا الوحيدين الذين يتحلون بهذا القدر من الجمال لكي تهدم بيوت وتفعل بمجتمعنا ما تفعله ببث أفكار
هادمة لا تتناسب مع الفئات المستهدفة لمشاهدة المسلسل، خاصة أنه يعرض «الرابعة عصرا»
مما يعني أن أغلب أفراد الأسرة بمختلف فئاتهم السنية مجتمعون لمشاهدته.
السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يستحق هذان المسلسلان أن يأخذا من أعمارنا عشرات الساعات
لكي نقضيها «متسمّرين» أمام التلفزيون لمشاهدة مسلسلين أقل ما يقال عنهما بأنهما مفسدان للعقول والقلوب
في رأيي الشخصي على الأقل، صحيح أن المشاهد غير مجبر على مشاهدتها أو حتى التأثر بها،
لكن هل نضمن ألا يشاهدها أطفال تحت سن الرشد مثلا؟ بالتأكيد لا، وهل هؤلاء الأطفال والمراهقون
من الجنسين ومع متابعتهم للمسلسلات سيتقبلون فكرة امرأة تطلع مع رجل في الصبح، وفي الليل مع رجل ثاني
وتنام معه وتحمل منه بلا زواج؟ بالتأكيد لا أيضا. شخصيا لا أعتقد أن المجتمع التركي بهذا الانحلال وليس
عاديا أبدا أو سهلا كما يصوره المسلسل أن تتقبل عائلة تركية حمل ابنتها من صديقها دون زواج واعتباره
أمرا عاديا ويتصرفون معها بشكل عادي جدا.
يبدو أن أسباب تعلق المشاهدين بهذه المسلسلات هو الفراغ العاطفي، فالمتزوجون من الرجال يندبون حظهم،
لأن زوجاتهم دائما مشغولات في المطبخ وبعيدات كل البعد عن الرومانسية معهم،
والزوجة تندب حظها بسبب بُعد الزوج عن المنزل في أغلب الأوقات مما يتسبب في فراغ عاطفي كبير بينهما
الأمر الذي ينعكس على بيئة المنزل بصفة عامة والأولاد بصفة خاصة.
من أغرب إفرازات هذه المسلسلات تسمية المواليد الجدد بأسماء أبطال المسلسلات، ولم أكن أعرف أن اسم لميس
يمتّ لتركيا بأية صلة باعتبار أن لميس هي اسم بنت أخي عمرها 18 سنة وعقد قرانها الأسبوع الماضي بعيدا
عن ضجيج المسلسل التركي، ناهيك عن حالات الطلاق التي نقرؤها يوميا بالصحف والمجلات.
أما أنا فالدرس الذي تعلمته من المسلسل هو خلو الشوارع من السيارات والمارة في وقت بثه،
لذا أرجو من قناة أم بي سي مشكورة عرضه بين المغرب والعشاء أو بعد العشاء مباشرة ليحبسوا الناس
في منازلهم ونتمكن نحن من إنهاء أعمالنا بسهولة ويسر.
يا زمان العجايب اش بقى ما ظهر .... كل ما قلت هانت جد علم جديد
د. محمد بن عبد الرحمن المدني.
منقول من جريدة اليوم.