المندياليs
07-19-2008, 07:17 PM
http://www.artonline.tv/gallery/images/committed/22038.jpg
اراغونيس االمدرب العجوز
سطّر مدرّب منتخب إسبانيا المُقال لويس أراغونيس اسمه في صفحات التاريخ، بعد أن أحرز لقب بطولة أمم أوروبا الغالي لمنتخب بلاده، الذي عجز المدرّبون السابقون عن إحرازه على مدار أربعة وأربعين عاماً.
ونال أراغونيس احتراماً واسعاً في مختلف أنحاء العالم، بعد أن أحرز اللقب، رغم الانتقادات التي وُجِّهت له منذ التصفيات المؤهلة للبطولة، بل أن الأصوات تعالت للمطالبة برحيله على الفور؛ لإنقاذ مسيرة المنتخب الإسباني في التصفيات، وازدادت هذه الأصوات علوّاً بعد إصرار أراغونيس على الاستبعاد التعسّفي لنجم إسبانيا الأول راؤول غونزاليس، الذي يحلو للجماهير تسميته بـ"الملك".
وما نحن بصدد الحديث عنه هنا ليس الطريقة التي أحرز بها المنتخب الإسباني اللقب، ولا تحليل الخطة التي انتهجها أراغونيس في التعامل مع الفرق المنافسة، بل أنَّ تجرّؤ المدرّب على استبعاد النجم راؤول، رغم إقراره بأنه نجم من طراز فريد، والذي لا يختلف إسبانيان على ضرورة وجوده، قضية بحدِّ ذاتها تستحق الوقوف؛ لأنه حدثٌ أغضب جميع الإسبان، وجعل أفواه النقّاد تمارس هوياتها، لكنني أرجأت الحديث عن هذه القضية مراراً وتكراراً؛ لنرى ما سيحققه عناد المدرّب العجوز.
لكن، ومنذ الأيام الأولى للبطولة، بدأ الإسبان يتناسون قضية أراغونيس وراؤول، وأصبحوا ينظرون إلى ما سيحققه رفاق "الملك" في البطولة، والغريب أن المدرّب الخصم بدأ نجمه يسطع في عيونهم كلّما حقق فريقه انتصاراً، فغدت أصوات الجماهير تنخفض ناقدةً، وترتفع مشجّعةً، وأصبح راؤول يُنسى كلّما سجّل ديفيد فيّا وفيرناندو توريس ودانيال غويزا أهدافاً.
انتهت البطولة، وأحرز المنتخب الإسباني اللقب، وأقيمت الأفراح، وغدا أراغونيس نجماً إسبانياً لامعاً، وصمت النقّاد - وأنا أحدهم - ، ورضيت الجماهير، وأصبحت قضية عدم استدعاء راؤول طيّ النسيان، بل أن البعض امتدح أراغونيس؛ لإصراره على عدم استدعاء "الملك".
في الحقيقة، كنت أحد أولئك المتعصبين لاستدعاء النجم الإسباني، وأحد الذين يطالبون برحيل أراغونيس والإبقاء على راؤول، لكنني غيرت وجهة نظري تماماً بعد أن وصل منتخب إسبانيا للأدوار المتقدّمة من البطولة؛ لأن المهاجمين الذين استدعاهم المدرّب العجوز لا يقلّون شأناً عن راؤول، بل أن فيّا حصل على لقب الهدّاف، وتوريس سجّل أغلى الأهداف، الذي جيّر اللقب لإسبانيا، وسطّر الأمجاد للمدرّب العنيد.
بالأمس سُئِل أراغونيس عن الانتصار الذي حققه بدون راؤول، وما إذا كان قد أسكت الجميع، وكسب الرهان على ذلك، فأجاب بروح رياضية: "راؤول لاعب كبير، تحبّه كل إسبانيا، لكنه لم يكن ضمن متطلبات خطتي".
أراغونيس أثبت قاعدة في علم التدريب، لا يلتزم بها الجميع، وهي أن العواطف ومطالبات الجماهير، وكلام النقّاد ليس له مكان على أرض الواقع، وأن المدرّب يجب أن يعتمد على رؤيته الخاصة؛ لأنه المسؤول الوحيد عن نجاح أو فشل الفريق؛ لذا فقد كان العجوز محقاً في عناده.
اراغونيس االمدرب العجوز
سطّر مدرّب منتخب إسبانيا المُقال لويس أراغونيس اسمه في صفحات التاريخ، بعد أن أحرز لقب بطولة أمم أوروبا الغالي لمنتخب بلاده، الذي عجز المدرّبون السابقون عن إحرازه على مدار أربعة وأربعين عاماً.
ونال أراغونيس احتراماً واسعاً في مختلف أنحاء العالم، بعد أن أحرز اللقب، رغم الانتقادات التي وُجِّهت له منذ التصفيات المؤهلة للبطولة، بل أن الأصوات تعالت للمطالبة برحيله على الفور؛ لإنقاذ مسيرة المنتخب الإسباني في التصفيات، وازدادت هذه الأصوات علوّاً بعد إصرار أراغونيس على الاستبعاد التعسّفي لنجم إسبانيا الأول راؤول غونزاليس، الذي يحلو للجماهير تسميته بـ"الملك".
وما نحن بصدد الحديث عنه هنا ليس الطريقة التي أحرز بها المنتخب الإسباني اللقب، ولا تحليل الخطة التي انتهجها أراغونيس في التعامل مع الفرق المنافسة، بل أنَّ تجرّؤ المدرّب على استبعاد النجم راؤول، رغم إقراره بأنه نجم من طراز فريد، والذي لا يختلف إسبانيان على ضرورة وجوده، قضية بحدِّ ذاتها تستحق الوقوف؛ لأنه حدثٌ أغضب جميع الإسبان، وجعل أفواه النقّاد تمارس هوياتها، لكنني أرجأت الحديث عن هذه القضية مراراً وتكراراً؛ لنرى ما سيحققه عناد المدرّب العجوز.
لكن، ومنذ الأيام الأولى للبطولة، بدأ الإسبان يتناسون قضية أراغونيس وراؤول، وأصبحوا ينظرون إلى ما سيحققه رفاق "الملك" في البطولة، والغريب أن المدرّب الخصم بدأ نجمه يسطع في عيونهم كلّما حقق فريقه انتصاراً، فغدت أصوات الجماهير تنخفض ناقدةً، وترتفع مشجّعةً، وأصبح راؤول يُنسى كلّما سجّل ديفيد فيّا وفيرناندو توريس ودانيال غويزا أهدافاً.
انتهت البطولة، وأحرز المنتخب الإسباني اللقب، وأقيمت الأفراح، وغدا أراغونيس نجماً إسبانياً لامعاً، وصمت النقّاد - وأنا أحدهم - ، ورضيت الجماهير، وأصبحت قضية عدم استدعاء راؤول طيّ النسيان، بل أن البعض امتدح أراغونيس؛ لإصراره على عدم استدعاء "الملك".
في الحقيقة، كنت أحد أولئك المتعصبين لاستدعاء النجم الإسباني، وأحد الذين يطالبون برحيل أراغونيس والإبقاء على راؤول، لكنني غيرت وجهة نظري تماماً بعد أن وصل منتخب إسبانيا للأدوار المتقدّمة من البطولة؛ لأن المهاجمين الذين استدعاهم المدرّب العجوز لا يقلّون شأناً عن راؤول، بل أن فيّا حصل على لقب الهدّاف، وتوريس سجّل أغلى الأهداف، الذي جيّر اللقب لإسبانيا، وسطّر الأمجاد للمدرّب العنيد.
بالأمس سُئِل أراغونيس عن الانتصار الذي حققه بدون راؤول، وما إذا كان قد أسكت الجميع، وكسب الرهان على ذلك، فأجاب بروح رياضية: "راؤول لاعب كبير، تحبّه كل إسبانيا، لكنه لم يكن ضمن متطلبات خطتي".
أراغونيس أثبت قاعدة في علم التدريب، لا يلتزم بها الجميع، وهي أن العواطف ومطالبات الجماهير، وكلام النقّاد ليس له مكان على أرض الواقع، وأن المدرّب يجب أن يعتمد على رؤيته الخاصة؛ لأنه المسؤول الوحيد عن نجاح أو فشل الفريق؛ لذا فقد كان العجوز محقاً في عناده.