المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إماطة الإذى عن الطريق الذي يؤذي الناس ويضرهم


احمد السبيعي
06-06-2008, 04:54 AM
((إماطة الأذى عن الطريق صدقة))

اليوم – الدمام.

دعا الشيخ عادل العبدالقادر خطيب جامع ناصر بن هزاع بالخبر الى التعطف والتراحم بين المسلمين وقال لقد جربت هذا

بنفسي من خلال قصة حصلت له اثناء سيره حيث يسر على معسر فيسر الله له مطلبه.

واشار الشيخ عادل الى حديث نبوي صحيح مؤكدا هذه المعاني الخيرة فيما روي عن ابي هريرة ان رسول الله –

صلى الله عليه وسلم – قال: (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره «نحاه عن الطريق»

فشكر الله له «قبله منه» فغفر له..) رواه البخاري ومسلم.

وفي رواية اخرى لمسلم عن ابي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في

شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس).. رواه مسلم (1914).

وفي رواية لابن ماجة عن ابي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (كان على الطريق غصن شجرة يؤذي

الناس فأماطها رجل فأدخل الجنة) رواه ابن ماجة (3682) وصححه الالباني.

وبين العبدالقادر في الحديث فوائد وعبر منها:

فضيلة اماطة الاذى عن الطريق، وهذه الاماطة ادنى شعب الايمان كما ثبت عن ابي هريرة انه قال: قال رسول –

صلى الله عليه وسلم – الايمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأغفلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى

عن الطريق والحياء شعبة من الايمان) رواه مسلم وبين العبدالقادر ان الحديث النبوي هذا قد اشار الى ان خصال

الايمان منها قول باللسان، ومنها ما هو عمل بالجوارح ومنها ما هو قائم بالقلب، ولم يزد في شيء من هذه

الروايات على هذه الخصال ونقل قول ابن عبدالبر بأن: هذا كله يدل على ان الايمان قول وعمل كما قال جمهور

اهل العلم بالفقه والحديث.

وذكر قول الشيخ السعدي: كل ما يقرب الى الله، وما يحبه ويرضاه، من واجب ومستحب، فانه داخل في الايمان،

وذكر هنا اعلاه وادناه، وما بين ذلك، وفيه ان اماطة الاذى عن الطريق صدقة، ولكن ان قيل: كيف تكون اماطة الاذى

عن الطريق صدقة؟

قيل: معنى الصدقة ايصال النفع الى المتصدق عليه.

فاماطة الاذى عن الطريق قد نسبب سلامة اخيه المسلم من ذلك الاذى، فكأنه قد تصدق عليه بالسلامة منه، فكان

له على ذلك اجر الصدقة، وهذا كما جعل عليه السلام الامساك عن الشر صدقة على نفسه.

وفي اماطة الاذى وكل ما اشبهه حض على الاستكثار من الخير وان لا يستقل منه شيئا، وقد قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم لأبي ذر: (وافراغك من دلوك في دلو اخيك لك صدقة) رواه الترمذي وحسنه الالباني.

واشار الى ان الانسان ينبغي ان لا يحقر من المعروف شيئا وان ظنه حقيرا، فعن ابي ذر قال: قال لي النبي –

صلى الله عليه وسلم -: (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق) رواه مسلم.

وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها

ولو فرسن شاة) رواه البخاري ومسلم.

والفرسن: هو الظلف، قالوا: واصله في الابل، وهو فيها مثل القدم في الانسان وقالوا: ولا يقال الا في الابل،

ومرادهم اصله مختص بالابل، ويطلق على الغنم استعارة، وعرج على قول ابن عباس:

« ما رأيت رجلا اوليته معروفا الا اضاء ما بينه وبيني، ولا رأيت رجلا فرط اليه مني شيء الا اظلم ما بيني وبينه».

وقال ابن عباس ايضا: «المعروف اميز زرع وافضل كنز، ولا يتم الا بثلاث خصال: بتعجيله وتصغيره وستره،

فاذا عجل فقد هنأ واذا صغر فقد عظم، واذا ستر فقد تمم» واما عمرو بن العاص فقد قال: في كل شيء سرف

الا في اتيان مكرمة او اصطناع معروف او اظهار مروءة.

وقال زيد بن علي بن حسين: ما شيء افضل من المعروف الا ثوابه، وليس كل من يرغب فيه يقدر عليه،

ولا كل من قدر عليه يؤذن له فيه، فاذا اجتمعت الرغبة والقدرة والاذن تمت السعادة للطالب والمطلوب منه.

وقيل اصنع المعروف الى كل احد فان كان من اهله فقد وضعته في موضعه، وان لم يكن من اهله كنت انت من اهله.

وابان العبدالقادر ان في الحديث بيان سعة رحمة الله تعالى وفضله اذ ادخل رجلا الجنة في مجرد غصن اماطه عن الناس،

وقد غفر الله لقاتل المائة نفس، ولبغي بني اسرائيل التي سقت كلبا، وغفر للذي امر اولاده ان يحرقوه بعد موته

ويضعوا نصفه في البحر ونصفه في البر من خشية ان يعذبه الله، وهذه شواهد، وهناك اخرى على سعة رحمة الله

تعالى لعباده خاصة الرحماء منهم، فلما كان الرجل الذي اخر الغصن عن طريق الناس رحيما باخوانه،

كانت رحمة الله له اسبق بأن شكر الله له فقبل عمله وغفر له ذنوبه، وقد قال – صلى الله عليه وسلم -:

(الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح،

وصححه الالباني في السلسلة الصحيحة.

وفيه دليل على ان الجنة موجودة الآن وهذا امر دل على الكتاب والسنة واجمع عليه اهل السنة والجماعة

قاله ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين.

ومن الشواهد على ذلك حديث ابي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:

(لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس) رواه مسلم..

وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(رأيت جعفر بن ابي طالب ملكا يطير مع الملائكة بجناحين) رواه الحاكم في المستدرك وصححه الالباني.

وسئل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن خديجة لأنها ماتت قبل الفرائض واحكام القرآن؟ فقال

: (ابصرتها على نهر من انهار الجنة في بيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب) رواه ابو يعلي في مسنده وقال الالباني:

اسناده حسن ولبعضه شواهد في الصحيح.

مغرور بس معذور
06-06-2008, 07:45 PM
http://up.graaam.com/p9ic/c087fce860.gif