أعشق بكيفي
05-12-2008, 08:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاه والسلام على رسوله الامين ,وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم الى يوم
الدين......
اما بعد.....
ان القران العظيم كان فيما مضى شيئا عظيما في تاريخ هذه الامه , فهو فخرها , وعزها , وصلتها بربها , ومعجزه نبيها الخالده.
أن هذا القران مفخره المسلمين ولا شك, وقد اخبرنا الله تعالى أنه هدى وأنه نور وأنه يخرج الناس به من الظلمات الى النور بأذن ربهم الى صراط الحميد.
فكيف كان لهذا القران هذه المكانه بين المسلمين؟ وكيف كانوا يأخذون منه ؟
كان الواحد من الصحابه يوصف بأنه قرآن يمشي على الارض , وكان ابو بكر الصديق رجاعا الى كتاب الله , وكان عمر بن الخطاب وقافا عند كتاب الله , وعثمان بن عفان ( رضي الله عنهم جميعا ) قال مقالته الشهيره : لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم عز وجل.
وهذه الأمه أناجيلها في صدورها , كما يبين الله تعالى ذلك بقوله ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم).
ولو ان القران جمع إهأب ما احرقه الله بالنار , والمقصود بالاهاب الجلد, والمقصود به جسم الحافظ.
والذي ليس في جوفه شيء من القرأن كالبيت الخرب.
وأن الله تعالى يرفع بهذا ألكتاب أقواما ويضع به آخرين , وان هذا القران شافع مشفع , وماحل أي ( خصم يجادل مصدق),من جعله أمامه ساقه الى الجنه , ومن جعله خلفه ساقه الى النار.
انه حبل متين طرفه عند الله وطرفه بأيدينا, كما قال النبي عليه الصلاه والسلام( أبشروا فأن هذا ألقران طرفه بيد الله , وطرفه بأيديكم, فتمسكوا به , فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده ابدا)او كما قال .رواه الطبراني.
وهناك : أهل لله , فمن هم أهل الله؟ يقول عليه الصلاه والسلام ( ان لله تعالى اهلين من الناس , قيل: من هم يا رسول الله ؟ قال عليه الصلاه والسلام " أهل القران هم أهل الله وخاصته) او كما قال .رواه احمد عن انس.
فكيف تعامل السلف مع هذا القران ؟ وكيف كانوا يستدلون به , ويتمثلونه في مواقفهم؟
فهذا المأمون الخليفه العباسي دخل القبه التي بنيت له فأعجبته , واراد ان يزدري ما كان عند فرعون , واستغرب من قوله تعالى ( ونادى فرعون في قومه قال يا قوم اليس لي ملك مصر وهذه الانهار), فقال رأينا مصر وعرفناها فما الذي اعجب فرعون منها ؟ فقال العالم كثير ابن عفير رحمه الله : يا أمير المؤمنين إن الذي ترى بقيه ما دمر _ هذا بعد التدمير _لان الله تعالى قال ( ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون).
قال : صدقت وأمسك – أي سكت.................................لان الحجه القويه من كتاب الله.
وكان القرآن يثبت أهل العلم والمسلمين , فهذا البخاري – رحمه الله – في آخر حياته كاد له الحاسدون وتآمروا عليه , فقيل له : ان بعض الناس يقع فيك , فكان البخاري يتمثل بقوله تعالى ( إن كيدالشيطان كان ضعيفا), فكأنه يقول هذا من كيد الشيطان , وعلينا ان نصبر عليه لان كيده ضعيف .وقيل له : هؤلاء الذين مكروا وتآمروا عليك , فكان يقول ( ولا يحيق المكر السيء الا بأهله).
وقال محمد ابن ابي حاتم رحمه الله : وسمعته يقول- يعني البخاري- لم يكن يتعرض لنا قط احد من افناء الناس الا رمي بقارعه. وهذا من كرامات البخاري...
ولما دخل شيخ الاسلام ابن تيميه القلعه وصار داخل سورها مسجونا , نظر الى هذا السور فقال ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمه وظاهره من قبله العذاب).
وكان ابن عباس رضي الله عنهما في سفر على راتبه , فجاءه نعي اخيه قثم , فنزل من دابته , واسترجع ثم صلى , ثم قال : فعلت ما امرني الله به ( واستعينوا بالصبر والصلاه).
وكان القران مع المسلمين حتى في الحروب , وكانت آيات الكتاب العزيز تولد الحماسه في صدور المقاتلين وتثبتهم عند القتال ففي معركه أجنادين بقياده خالد ابن الوليد جعل المقداد ابن الاسود مهمته انه كان يدور على المقاتلين يقرأ سوره الانفال وأيات الجهاد .
وكان زائده بن قدامه في ليله المعركه يطوف عليهم وهو يقرأ قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون), ويقرأ قوله تعالى ( يا آيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
ولما بدأت المعركه انكشف بعض المسلمين وتراجعوا وانسحبوا من الميدان منهزمين , فقام أميرهم ووعظهم بآيه واحده , قرأها عليهم وهم ينسحبون , ردهم الى ميدان المعركه وهي قوله تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنه يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ).
وكان أحد الأشياخ يمشي ويتعثر لكبر سنه , فقيل له ارجع فأنت معذور , فقال : لا , فقد تمت الصفقه , بعنا واشترى منا , يشير الى قوله تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنه ) .
وكانت آيات القرآن أيضا تقرأ الى نحور الكفار :
فلما فتحت المدائن بقياده سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه , ودخل جنود سعد إيوان كسرى , ورأى هذه النعمه التي كانوا فيها , فلم يغتر بها ولم ينخدع بها , وإنما تلى مباشره قوله تعالى ( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمه كانوا فيها فاكهين*كذلك وأورثناها قوما آخرين).
وفي موقعه نهر شير التي كانت بقياده سعد ابن ابي وقاص وهاشم ابن عقبه وصلوا الى مكان يقال له ساباط , فوجدوا كتائب لكسرى , وكان هناك جنود يحلفون كل يوم انه لا يزول ملك فارس وكسرى وانه باق.
فحملا سعد وهاشم ومن معهما من المسلمين على هؤلاء الفرس , وهاشم يتلو قوله تعالى ( أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ) . فحلت بالفرس الهزيمه .
ولما غزى النبي- صلى الله عليه وسلم- خيبر , ونزل بساحتهم قال الله أكبر , الله أكبر , خربت خيبر إنا اذا نزلنا بساحه قوم فساء صباح المنذرين . ( او كما قال) مقتيس من سوره الصافات آيه 177
وهذه مدينه النبي عليه الصلاه والسلام لم تفتح بالسيف , وانما فتحت بالقرآن , كما ذكر ابن القيم , فقد بعث النبي عليه الصلاه والسلام ابن أم مكتوم ومصعب بن عمير الى المدينه , يقرأن القرآن للناس .
وهكذا حصل التأثر بالقرآن , والتمهيد لدخول نبي الاسلام عليه الصلاه والسلام .
وهكذا ينبغي ان يكون القرآن في حياتنا , وخاصه الدعاه الى الله عز وجل .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , والحمد لله رب العالمين .
الدرس الاول بقلم فضيله الشيخ ابراهيم صقر محمود
اخواني اخواتي : في كل اسبوع بعد صلاه العصر يوجد درس في مسجدنا يعده ويلقيه فضيله
الشيخ ابراهيم صقر محمود ولقيمه الدرس سوف اقوم كل اسبوع بكتابه هذا الدرس وطرحه
في منتدانا راجيا الله عز وجل ان تعم الفائده على الجميع ويجعله الله في ميزان حسناتنا جميعا.
ان شاء الله الدرس القادم (اليمين واقسامه)
منقول للفائده
الحمد لله رب العالمين, والصلاه والسلام على رسوله الامين ,وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم الى يوم
الدين......
اما بعد.....
ان القران العظيم كان فيما مضى شيئا عظيما في تاريخ هذه الامه , فهو فخرها , وعزها , وصلتها بربها , ومعجزه نبيها الخالده.
أن هذا القران مفخره المسلمين ولا شك, وقد اخبرنا الله تعالى أنه هدى وأنه نور وأنه يخرج الناس به من الظلمات الى النور بأذن ربهم الى صراط الحميد.
فكيف كان لهذا القران هذه المكانه بين المسلمين؟ وكيف كانوا يأخذون منه ؟
كان الواحد من الصحابه يوصف بأنه قرآن يمشي على الارض , وكان ابو بكر الصديق رجاعا الى كتاب الله , وكان عمر بن الخطاب وقافا عند كتاب الله , وعثمان بن عفان ( رضي الله عنهم جميعا ) قال مقالته الشهيره : لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم عز وجل.
وهذه الأمه أناجيلها في صدورها , كما يبين الله تعالى ذلك بقوله ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم).
ولو ان القران جمع إهأب ما احرقه الله بالنار , والمقصود بالاهاب الجلد, والمقصود به جسم الحافظ.
والذي ليس في جوفه شيء من القرأن كالبيت الخرب.
وأن الله تعالى يرفع بهذا ألكتاب أقواما ويضع به آخرين , وان هذا القران شافع مشفع , وماحل أي ( خصم يجادل مصدق),من جعله أمامه ساقه الى الجنه , ومن جعله خلفه ساقه الى النار.
انه حبل متين طرفه عند الله وطرفه بأيدينا, كما قال النبي عليه الصلاه والسلام( أبشروا فأن هذا ألقران طرفه بيد الله , وطرفه بأيديكم, فتمسكوا به , فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده ابدا)او كما قال .رواه الطبراني.
وهناك : أهل لله , فمن هم أهل الله؟ يقول عليه الصلاه والسلام ( ان لله تعالى اهلين من الناس , قيل: من هم يا رسول الله ؟ قال عليه الصلاه والسلام " أهل القران هم أهل الله وخاصته) او كما قال .رواه احمد عن انس.
فكيف تعامل السلف مع هذا القران ؟ وكيف كانوا يستدلون به , ويتمثلونه في مواقفهم؟
فهذا المأمون الخليفه العباسي دخل القبه التي بنيت له فأعجبته , واراد ان يزدري ما كان عند فرعون , واستغرب من قوله تعالى ( ونادى فرعون في قومه قال يا قوم اليس لي ملك مصر وهذه الانهار), فقال رأينا مصر وعرفناها فما الذي اعجب فرعون منها ؟ فقال العالم كثير ابن عفير رحمه الله : يا أمير المؤمنين إن الذي ترى بقيه ما دمر _ هذا بعد التدمير _لان الله تعالى قال ( ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون).
قال : صدقت وأمسك – أي سكت.................................لان الحجه القويه من كتاب الله.
وكان القرآن يثبت أهل العلم والمسلمين , فهذا البخاري – رحمه الله – في آخر حياته كاد له الحاسدون وتآمروا عليه , فقيل له : ان بعض الناس يقع فيك , فكان البخاري يتمثل بقوله تعالى ( إن كيدالشيطان كان ضعيفا), فكأنه يقول هذا من كيد الشيطان , وعلينا ان نصبر عليه لان كيده ضعيف .وقيل له : هؤلاء الذين مكروا وتآمروا عليك , فكان يقول ( ولا يحيق المكر السيء الا بأهله).
وقال محمد ابن ابي حاتم رحمه الله : وسمعته يقول- يعني البخاري- لم يكن يتعرض لنا قط احد من افناء الناس الا رمي بقارعه. وهذا من كرامات البخاري...
ولما دخل شيخ الاسلام ابن تيميه القلعه وصار داخل سورها مسجونا , نظر الى هذا السور فقال ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمه وظاهره من قبله العذاب).
وكان ابن عباس رضي الله عنهما في سفر على راتبه , فجاءه نعي اخيه قثم , فنزل من دابته , واسترجع ثم صلى , ثم قال : فعلت ما امرني الله به ( واستعينوا بالصبر والصلاه).
وكان القران مع المسلمين حتى في الحروب , وكانت آيات الكتاب العزيز تولد الحماسه في صدور المقاتلين وتثبتهم عند القتال ففي معركه أجنادين بقياده خالد ابن الوليد جعل المقداد ابن الاسود مهمته انه كان يدور على المقاتلين يقرأ سوره الانفال وأيات الجهاد .
وكان زائده بن قدامه في ليله المعركه يطوف عليهم وهو يقرأ قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون), ويقرأ قوله تعالى ( يا آيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
ولما بدأت المعركه انكشف بعض المسلمين وتراجعوا وانسحبوا من الميدان منهزمين , فقام أميرهم ووعظهم بآيه واحده , قرأها عليهم وهم ينسحبون , ردهم الى ميدان المعركه وهي قوله تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنه يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ).
وكان أحد الأشياخ يمشي ويتعثر لكبر سنه , فقيل له ارجع فأنت معذور , فقال : لا , فقد تمت الصفقه , بعنا واشترى منا , يشير الى قوله تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنه ) .
وكانت آيات القرآن أيضا تقرأ الى نحور الكفار :
فلما فتحت المدائن بقياده سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه , ودخل جنود سعد إيوان كسرى , ورأى هذه النعمه التي كانوا فيها , فلم يغتر بها ولم ينخدع بها , وإنما تلى مباشره قوله تعالى ( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمه كانوا فيها فاكهين*كذلك وأورثناها قوما آخرين).
وفي موقعه نهر شير التي كانت بقياده سعد ابن ابي وقاص وهاشم ابن عقبه وصلوا الى مكان يقال له ساباط , فوجدوا كتائب لكسرى , وكان هناك جنود يحلفون كل يوم انه لا يزول ملك فارس وكسرى وانه باق.
فحملا سعد وهاشم ومن معهما من المسلمين على هؤلاء الفرس , وهاشم يتلو قوله تعالى ( أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ) . فحلت بالفرس الهزيمه .
ولما غزى النبي- صلى الله عليه وسلم- خيبر , ونزل بساحتهم قال الله أكبر , الله أكبر , خربت خيبر إنا اذا نزلنا بساحه قوم فساء صباح المنذرين . ( او كما قال) مقتيس من سوره الصافات آيه 177
وهذه مدينه النبي عليه الصلاه والسلام لم تفتح بالسيف , وانما فتحت بالقرآن , كما ذكر ابن القيم , فقد بعث النبي عليه الصلاه والسلام ابن أم مكتوم ومصعب بن عمير الى المدينه , يقرأن القرآن للناس .
وهكذا حصل التأثر بالقرآن , والتمهيد لدخول نبي الاسلام عليه الصلاه والسلام .
وهكذا ينبغي ان يكون القرآن في حياتنا , وخاصه الدعاه الى الله عز وجل .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , والحمد لله رب العالمين .
الدرس الاول بقلم فضيله الشيخ ابراهيم صقر محمود
اخواني اخواتي : في كل اسبوع بعد صلاه العصر يوجد درس في مسجدنا يعده ويلقيه فضيله
الشيخ ابراهيم صقر محمود ولقيمه الدرس سوف اقوم كل اسبوع بكتابه هذا الدرس وطرحه
في منتدانا راجيا الله عز وجل ان تعم الفائده على الجميع ويجعله الله في ميزان حسناتنا جميعا.
ان شاء الله الدرس القادم (اليمين واقسامه)
منقول للفائده