المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفحات من تاريخ الهلال الأحمر


الجار
10-25-2007, 06:12 PM
هذه بعض صفحات من تاريخ الهلال الأحمر السعودي ..حيث ان البدايه هي سر الأنطلاق ولكي نعرف من كان صاحب الفضل او ساهم في صناعة هذا المشروع الطيب..

جمعية الإسعاف الطبِّي الوطني

لقد كانت هذه الجمعيةُ هي أوَّل جهة صحية إسعافية مستقلَّة، حيث لم تقمْ في المملكة العربية السعودية أيةُ هيئة منظِّمة للإسعاف قبل عام 1353 هـ، وكان أوَّلُ ما حدا برجال الفكر والعمل حينئذٍ إلى تكوين هذه الهيئة هو قيام الحرب اليمنية السعودية ونشوب المعارك في جبال عسير وسواحل تهامة بين الشِّعاب وأصلاد الصخور وفي السهول والأودية الجرداء، حيث تنعدِم وسائل الراحة والمؤن الطبية المسعفة للجرحى من الجنود، وحيث لا تجد الإنسانية مأوى تلجأ إليه في نكبتها التي تُصاب بها من أفواه البنادِق والمدافع وحدِّ السيوف ورؤوس الحراب؛، ولقد صمَّم أولئك الرجال - وقد فعلوا - على أن يساهموا في تلك الحرب بما يخفِّف وطأتها ويطفئ في قلوب الجند حرَّ مصابها، وطلبوا من الحكومة أن تسمحَ لهم بتأليف هيئة من البلد الحرام يُناط بها القيامُ بإسعاف الجنود في ميادين القتال بالأطبَّاء والأدوية والضمادات، فسمحت الحكومةُ بذلك، وسرعان ما برزتْ تلك الهيئةُ في ميدان العمل، واستصرخَتْ الشعب إلى أداء هذا الواجب الإنساني، ولم تكنْ إلا مدة وجيزة حتى بدأت التبرُّعاتُ تظهر من كل صَوْب؛ وقد قامتْ هذه الهيئةُ بعملها وواجبها بكلِّ أمانةٍ وإخلاص، وشاءُ الله أن تخمدَ الحرب ويعود الوئامُ بين القطرين الشقيقين، وقد بقي من التبرُّعات مال وفير مكَّن هيئة الإسعاف من وضع هيكل المستشفى الأهلي بالطائف؛ واجتمع على تأسيس هذه الجمعية عددٌ من الذوات حينئذٍ، ووَضَع هؤلاء التعليماتِ المتعلِّقة بسير أعمالها ورفعوها إلى الحكومة فصدر الأمرُ السامي بالمصادقة عليها؛ وقد جرى البحثُ في الهيئة الدائمة المركزية للجمعية، فقرَّرت الهيئةُ العامة رفعَها وأن ترجو من صاحب السموِّ الملكي الأمير خالد نجل جلالة الملك عبد العزيز آل سعود - رحمهما الله - أن يشرِّف الجمعيةَ بتولِّي رئاستها الفخرية، فتفضَّل سموُّه بالإجابة عليها، ثمَّ جرى انتخابُ أعضاء الهيئة المركزية، وهم:

* الرئيس العام: الشيخ محمَّد الشيبـي * السكرتير: أحمد إبراهيم الغزاوي * أمين الصندوق العام: محمَّد آشي

الأعضاء: السيِّد عبد الوهاب نائب الحرم، الشيخ عبد الوهَّاب عطَّار، محمَّد علي القفيدي، محمَّد علي خوقير، محمود شلهوب، عبد الحي قزَّاز ثمَّ شَرَعَتْ الجمعيةُ في عقد جلساتها يومياً وجمع التبرُّعات وتجهيز المواد والأدوية وغيرها من لوازم الإسعافات الأوَّلية وشكَّلت لها لجنةً في جدَّة والمدينة المنوَّرة

جمعية الإسعاف الطبِّي

وبعد أن انتهت الحربُ والتي تأسَّست جمعية الإسعاف الطبِّي الوطني لأجلها بهدف إسعاف المرضى ومواساة الجرحى، كان لابدَّ من أن تستمرَّ الجمعيةُ في عملها خارج ميادين الحرب، ولذلك صدر الأمرُ السامي الكريم عام 1353 هـ - بناءً على اقتراح مدير الصحَّة العامة آنذاك - باستمرار جمعية الإسعاف الطبِّي الوطني في عملها أسوةً بغيرها من الجمعيات في البلدان الأخرى مثل جمعية الهلال الأحمر الإسلامية وجمعية الصليب الأحمر آنذاك، وأصبح اسمُها جمعية الإسعاف الطبِّي، وقد صدر مرسومٌ سامٍ بطباعة طوابع خاصَّة بهذه الجمعية ووضعها على كل كتاب يُرسَل بالبريد وكل استدعاء وكل معاملة يقضي نظامُ الطوابع بوضع طوابع عليها.

جمعية الإسعاف الخيري

وإيماناً من حكومة جلالة الملك بضرورة الاستمرار في تقديم الرعاية الطبية الإسعافية ضمن الخدمات المقدَّمة وبصورة أكثر شـموليةً واسـتقلالاً، جاءت فكرةُ إنشـاء جمعية أهلية عام 1353 هـ مـن قِبَل جماعة من المحبِّين (مـن أعيان مكَّة وأهلها) لفِعْل الخير لتقديم الإسعافات الأولية والخدمات الصحية، ومن بينهم المرحومُ طلعت حرب باشا، حيث لاحظوا مقدارَ المعاناة التي يتكبَّدها الحجَّاج فـي أثناء تأديتهم لمناسـكهم وما يتعرَّضون له من الإصابة بالإجهاد الحراري وضربات الشـمس والإعياء من الأمراض التي كانت تنجم عن الازدحام وحرارة الشمس وتقدُّم غالبية الحجَّاج بالعمر، فقد كان المصابون والمرضى يُنقَلون بواسـطة أقاربهم وذويهم بطرق غير صحيحة ودونما معرفة بأيسـر السُّبُل إلى مستشـفى أجياد، وهو المستشفى الوحيد الذي كان في مكة المكرمة

وبناءً على ذلك جاء المقترَح بإنشاء جمعية أهلية تقدِّم الإسعافات الأوَّلية والخدمات الصحية وتنقل المرضى والمصابين، ويذكر بعضُ ممن عملوا في الإسعاف الخيري أنَّ جلالةَ الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - كان ممن اقترحوا فكرةَ إنشاء الإسعاف الخيري عندما كان نائباً في الحجاز لوالده جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - وبعد ذلك رُفعَ الاقتراحُ إلى جلالة الملك، فاستحسَن الأمر، وأصدر أمرَه السامي الكريم رقم 3306 بتاريخ 2/3/1354 الموافق لعام 1935 م بتشكيل "جمعية الإسعاف الخيري" في المملكة العربية السعودية، وبقي جلالتُه رئيسَ شرف للجمعية، بينما أسنِدَتْ رئاسة الجمعية لنائبه العام آنذاك الأمير فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله؛ وقد أبدى سموُّه اهتماماً كبيراً بهذا المقترَح النبيل، فكلَّف معالي وزيرَ المالية الأسبق المرحوم الشيخ عبد الله السُّلَيْمان بالإشراف على أعمال جمعية الإسعاف الخيري، وساعده في ذلك المرحومُ الشيخ محمَّد سرور الصبَّان الذي تولَّى الإشـرافَ المباشِر على عمل الجمعية، وقد كانت جمعيةُ الإسعاف الخيري أوَّلَ نواة لجمعية الهلال الأحمر السـعودي التي أنشـئت لاحقاً عـام 1383 هـ بمرسـوم ملكي. ويعرِض الملحقُ الأوَّل بعضَ مقالات جريدة أم القرى وصوت الحجاز بخصوص الإسـعاف الخيري.

ولقد كان أوَّلُ مركز للإسـعاف الخيري عنـد باب الوداع، وأصبح فيما بعد المركزَ الرئيسـي للإسعاف الخيري، ولم تكن أعدادُ السيَّارات تزيد على 4-5 سيَّارات في ذلك الوقت، وقد جُعل المرآبُ الخاص بالسيَّارات فـي حارة الباب؛ واعتمدت مواردُ الجمعية فيما اعتمدت علـى مشروع القرش وطابع الإسعاف الذي كان بقيمة ربع قرش، ويُلصَق على كافة الأوراق الرسمية وطلبات الاستدعاء المقدَّمة من المواطنين بأمر الحكومة، فضلاً عـن التبرُّعات مـن بعض الأمراء والتجَّار، بالإضافة إلـى إقامـة مصنع الثلج في مِنَى حيث كان هذا المصنعُ من مصادر الدخل وتنمية الموارد.

واصلتْ جمعيةُ الإسـعاف الخيري، وفقَ نهجها الإنساني، مسيرتها قُدُماً فـي أنشطتها نحو تحقيق أهدافها وتأدية واجبها في إعانة المنكوبين وتخفيف آلام المصابين من الأهالي والوافدين بموارد محدودة عملت علـى تنميتها بفضـل جهود أعضائها الذين كانوا رُوَّاداً فـي تلك الحقبة في علوم الدين والآداب والشـعر، أمثال محمد سرور الصبان وعرابي سجيني ومحمَّد شطا وأحمد إبراهيم غزاوي والطيب السَّاسي وعبد الوهاب آشـي وعبد الحميد الخطيب وغيرهم - يرحمهم الله جميعاً - والذين دأبوا علـى إقامة المحاضرات فـي مقرِّ الجمعية؛ وقـد أصـبح مقرُّ الجمعية، خلال فترة بسيطة، صَرْحاً يَؤمُّه العلماءُ والأدباء والشعراء من داخل المملكة وخارجها، إما لإلقاء المحاضرات والقصائد أو الاستماع لها، وكانت معظمُ المحاضرات العامة تتركَّز على أربعة مواضيع رئيسية هي:

الطب

الدين والقضايا الإسلامية

التاريخ والتراجم

الأدب والاجتماع والصحافة والاقتصاد والتعليم

وقد صدر قرارٌ عن جمعية الإسعاف الخيري بتاريخ 28/6/1354 هـ، أشـار إلى انتهاء المدة القانونية لجمعية الإسعاف الخيري الأولى وانتخاب أربعة عشر شخصاً من قِبَل أهالي مكَّة المكرَّمة ليكونوا أعضاءً في هيئة الإسعاف الخيري في دورتها الجديدة، وقد ذُكر في القرار المذكور حصولُ إجماع علـى انتخاب فضيلة الشـيخ عبد الله الشبيبـي رئيساً للهيئة؛ وركَّز القرارُ بشـكل رئيسي علـى موضوع إنشـاء مستشفى في الطائف وقد بدأ الشاعرُ المرحوم حمزة شحاتة محاضرةً ألقاها في مقرِّ جمعية الإسـعاف الخيري عـام 1359 هـ - أي بعد نحو خمس سـنوات علـى إنشاء الجمعية - بعنوان "الرجولة عماد الحق الفاضل" بالعبارة التالية "والضرورة هي التي تدفعني اليومَ أن اقف منكم هذا الموقف على إيماني بضالَّة شأني فـي ميزان الفهم العام ... فما كان يسعني أن أردَّ لجمعيتكم المخلصة طَلَبين فـي عامٍ واحد"، تلك المحاضرة التي كانت بدايةَ اشتهاره وفي العام نفسه (1359 هـ)، صدر قرارٌ من مجلس الشورى برقم 170 وتاريخ 21/8/1359 هـ وافق فيه المجتمعون على تعيين رئيس لجمعية الإسعاف الخيري للمدينة المنوَّرة، وهو السيِّد أمين مدني، مع ربط فرع المدينة بجمعية إسعاف مكَّة المكرَّمة؛ وبقيَ الإسعافُ الخيري بالمدينة المنوَّرة مرتبطاً بإسعاف مكَّة طوالَ عهد جمعية الإسعاف الخيري وامتداداً إلى الفترة الأولى من جمعية الهلال الأحمر السعودي، إلى أن أصبح للمدينة المنوَّرة فرعٌ رئيسي مستقل عام 1403 هـ، دعيَ الفرع الرئيسي لجمعية الهلال الأحمر السعودي بمنطقة المدينة المنوَّرة

الجار
10-25-2007, 06:13 PM
جمعية الهلال الأحمر السعودي

رفعت هيئةُ الجمعية لرئيسها الفخري آنذاك صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - شارحةً لسموِّه المصاعبَ التي بدأت تعاني منها الجمعية، وقد تفضَّل المقامُ السامي الكريم وقتَها بإصدار أمر بزيادة بند المساعدات الذي تقدِّمه الدولةُ للجمعية؛ وفي عام 1383 هـ انبثقت فكرةُ تطوير جمعية الإسعاف الخيري وتحوير مسمَّاها إلى جمعية الهلال الأحمر السعودي لتعمَّ خدماتُها جميعَ أنحاء المملكة، وتكون حلقةَ اتصال بالمنظَّمات العالمية المماثلة في خدماتها ورسالتها، ويقوم نظامُها على أساس اتفاقيات جنيف والمبادئ التي أقرتها مؤتمراتُ الهلال والصليب الأحمر الدولي حسبما جاء قرارُ إنشائها في المرسوم الملكي رقم 1 في 16/1/1383 هـ (1963 م) وبعد ان تمخَّضتْ الجهود عن صدور المرسوم الملكي الكريم الذي حَمَل توقيعَ صاحب السموِّ الملكي الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود نائب جلالة الملك وأن تُتَّخذَ جمعيةُ الإسعاف الخيري نواةً لجمعية الهلال الأحمر السعودي، فقد أشار المرسومُ إلى نقل السيِّد عبد العزيز مدرِّس وكيل وزارة الصحة من وكالة الوزارة إلى رئاسة الجمعية الجديدة التي كانت تتميَّز عن كافة الجمعيات المماثلة في العالم بخصوصيتها التي أضفاها عليها وجودُها في أرض الحرمين، حيث يؤمُّهما مئاتُ الآلاف من المسلمين من شتَّى بقاع الأرض .

صقار زعب
05-16-2008, 12:40 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ش ـقـآآوي
05-26-2008, 08:54 AM
وبارك الله فيك